الحاج / محمود العربي - رجـل من أيام «كلمة شرف»!
2 مشترك
مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo :: عــلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم :: علـــــــــــــــوم عامـــــــــــــــــــــــــة
صفحة 1 من اصل 1
الحاج / محمود العربي - رجـل من أيام «كلمة شرف»!
الحــاج / محمود العربي
رجل من أيام كلمة شرف
محمود العربي بدأ برأسمال نصف جنيه حتي أصبح من الكبار دون أن ينهب أموال البنوك
لم تولد ثروته من"تسقيع" الأراضي.. أو قروض البنوك التي خرجت ولم تعد..
أو اللعب الخفي من تحت لتحت في البورصة.. أو استثمار الحصانة ومهارة السياسة في التجارة.
إن محمود العربي لم يفز بورقة يانصيب رابحة.. ولم يعثر علي خاتم سليمان.. ولم يكتشف مغارة علي بابا..
وإن توصل إلي التعويذة السحرية التي تحقق ما هو أكثر من ذلك.."كلمة الشرف".."نفذ ما قلت ولو علي رقبتك".."احترم وعدك ولو هلكت"..
إنها عملة صعبة في زمن الغش والفهلوة والطبل والزمر ومسح الجوخ.. لكنها تبقي عملة محترمة.
يروي عن زمن ليس بعيدا كان في جيب كل تاجر نوتة صغيرة فيها حساباته.. ما له وما عليه.. بلا كمبيالات.. ولا شيكات.. ولا إيصالات أمانة..
كان التاجر يحرص علي السداد في يومه المحدد.. قبل أن يطالبوه به.. ولو طالبوه شعر بالإهانة.. شعر بأن شرف كلمته قد انتهك.
بدأت حياته العريقة التي بدأت عام 1932 في قرية مجهولة من قري المنوفية اسمها أبو رقبة.. ووصلت به إلي التربع علي عرش إمبراطورية صناعية متميزة
بجانب لقب محبب إليه.. لقب"شهبندر التجار"الذي حصل عليه بعد أن تولي رئاسة اتحاد الغرف التجارية لمدة 12 سنة.
هناك لغة مودة تولد في قلبك فور أن تلقاه.. تطمئن إليه.. كأنك تعرفه منذ زمن بعيد.. تتعامل معه أول مرة وكأن بينك وبينه عشرة عمر.. إنها موهبة التاجر..
إن محمود العربي في التجارة مثل أم كلثوم في الطرب.. ويوسف شاهين في السينما..
وعمر الشريف في التمثيل.. وعمرو موسي في الدبلوماسية.. ومحمد حسنين هيكل في الصحافة..
إن منحة السماء تذهب إلي كل شخص في صورة مختلفة.. المهم أن يتلقفها.. ويرعاها.. وينميها.. ويصلي لها.. ولا يخونها مع موهبة غيرها.
والده كان فقيرا.. لا يمتلك الأرض التي يزرعها.. خمسة أفدنة بالإيجار.. فلم يكن أمامه سوي إرسال أبنائه إلي الكتاب.. لحفظ القرآن علي يد "سيدنا" كما في "أيام" طه حسين..
لكن.. في سن الخامسة عبرت موهبة التجارة عن نفسها أول مرة.. فقد دفع تحويشة السنة التي لا تزيد علي ثلاثين قرشا لقريب له يعمل في الموسكي كي يشتري له بها «بمب وبخت وملبس وزمامير»..
كان يبيعها لأطفال القرية في العيد ويكسب عشرين قرشا.. فكأن النصف جنيه هو الخميرة التي بدأ بها مشواره.
sameh ahmed- مشـــــــــــــــــــــــــــــــرف
- عدد الرسائل : 2402
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 23/12/2007
رد: الحاج / محمود العربي - رجـل من أيام «كلمة شرف»!
ضاق الرزق في القرية فليذهب الصبي الذي يقترب عمره من العاشرة إلي القاهرة.. مصر.. أم الدنيا.. لكنه رفض العمل في مصنع عطور..
واتجه بغريزته إلي محل خردوات في الحسين يؤمن صاحبه بالسعر الرخيص الذي ينتهي بمكسب كبير..
علي أنه كان يستمتع بتعذيب الزبائن بتكشيرة لا تفارقه.. سعر رخيص.. لكن.. مع سوء معاملة..
فكان الزبائن ينتظرون حتي يخرج من المحل ليتعاملوا مع صبيه محمود العربي الذي رفع راتبه من 120 إلي 320 قرشا في شهور قليلة.. لكنه رغم ذلك لم يشأ أن يستمر معه..
فقد أراد أن ينتقل إلي تاجر جملة في الموسكي كي يكشف المزيد من أسرار التجارة.. وبقي معه 15 سنة.. قفز فيها راتبه من 4 جنيهات إلي 27 جنيها.. أكبر من راتب خريج الجامعة.. في ذلك الوقت.
في عام 1954 طلبوه في التجنيد.."الجهادية".. فخشي أن يسلم نفسه في مركز تجنيد قويسنا حتي لا يعامل معاملة سيئة.. فتقدم إلي قسم الجمالية القريب منه..
لكنهم اعتبروه متهربا من الخدمة.. وأرسلوه إلي سلاح المدفعية.. فكان الوحيد الذي دخل الجيش.. فكل دفعته لم يصبها الدور..
لكنه.. وجد في الجيش فرصة كي ينمي قدرات الصبر والتحمل والتكيف.. وفيما بعد.. شاءت الأقدار أن يبني مصانعه في قويسنا علي نفس الأرض التي كانت معسكرا للجيش الذي خدم فيه.
وقد شارك في حرب السويس التي بدأت بهجوم من إسرائيل.. لكن.. ذلك ليس السبب الوحيد الذي منعه فيما بعد من رفض التعامل مع الإسرائيليين عندما كان رئيسا لاتحاد الغرف التجارية.."لن أتعامل معهم إلا بعد استقرار الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة".
في عام 1964 قرر أن يكون صاحب محل.."كفاية عمل بالأجرة".. لقد تزوجت وانجبت ستة أولاد.. ورغبتي في تجريب حظي تجاوزت الحدود رغم أنني لم أكن أملك رأس المال المطلوب..
لكنني كنت أمتلك ما هو أهم منه.. الخبرة.. والسمعة.. وكلمة البيع والشراء.. دخلنا شركاء بالنصف أنا وزميل لي.. النصف الآخر كان لأصحاب الفلوس..
وكانت بالمناسبة أربعة آلاف جنيه.. دفعنا الفي جنيهاً «خلو رجل» في المحل الذي لا أزال أحتفظ به والذي يصل سعره اليوم إلي مليوني جنيه.. وقرأنا الفاتحة.
لم أصرف مليما من باقي رأس المال.. فالبضاعة بالأجل.. نبيعها بمكسب قليل ونسدد ثمنها يوما بيوم.. كنا نهتدي بحديث رسول الله:"أنا ثالث الشريكين"..
لكن.. أصحاب رأس المال سعوا للخروج من الشركة.. فوافقنا.. تركوا المحل مقابل كمبيالات سددها لهم بالكامل وفورا تاجر الجملة الذي عملت عنده 15 سنة ثم سددناها له كمبيالة.. كمبيالة..
ورغم أن شريكي الذي دخل معنا بالمجهود قد تعرض لأزمات نفسية حادة استدعت علاجه في مصحات خاصة إلا أنني لم أقبل خروجه من الشركة وبعد رحيله ربيت أولاده حتي وصلوا إلي مناصب عليا محترمة.
واتجه بغريزته إلي محل خردوات في الحسين يؤمن صاحبه بالسعر الرخيص الذي ينتهي بمكسب كبير..
علي أنه كان يستمتع بتعذيب الزبائن بتكشيرة لا تفارقه.. سعر رخيص.. لكن.. مع سوء معاملة..
فكان الزبائن ينتظرون حتي يخرج من المحل ليتعاملوا مع صبيه محمود العربي الذي رفع راتبه من 120 إلي 320 قرشا في شهور قليلة.. لكنه رغم ذلك لم يشأ أن يستمر معه..
فقد أراد أن ينتقل إلي تاجر جملة في الموسكي كي يكشف المزيد من أسرار التجارة.. وبقي معه 15 سنة.. قفز فيها راتبه من 4 جنيهات إلي 27 جنيها.. أكبر من راتب خريج الجامعة.. في ذلك الوقت.
في عام 1954 طلبوه في التجنيد.."الجهادية".. فخشي أن يسلم نفسه في مركز تجنيد قويسنا حتي لا يعامل معاملة سيئة.. فتقدم إلي قسم الجمالية القريب منه..
لكنهم اعتبروه متهربا من الخدمة.. وأرسلوه إلي سلاح المدفعية.. فكان الوحيد الذي دخل الجيش.. فكل دفعته لم يصبها الدور..
لكنه.. وجد في الجيش فرصة كي ينمي قدرات الصبر والتحمل والتكيف.. وفيما بعد.. شاءت الأقدار أن يبني مصانعه في قويسنا علي نفس الأرض التي كانت معسكرا للجيش الذي خدم فيه.
وقد شارك في حرب السويس التي بدأت بهجوم من إسرائيل.. لكن.. ذلك ليس السبب الوحيد الذي منعه فيما بعد من رفض التعامل مع الإسرائيليين عندما كان رئيسا لاتحاد الغرف التجارية.."لن أتعامل معهم إلا بعد استقرار الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة".
في عام 1964 قرر أن يكون صاحب محل.."كفاية عمل بالأجرة".. لقد تزوجت وانجبت ستة أولاد.. ورغبتي في تجريب حظي تجاوزت الحدود رغم أنني لم أكن أملك رأس المال المطلوب..
لكنني كنت أمتلك ما هو أهم منه.. الخبرة.. والسمعة.. وكلمة البيع والشراء.. دخلنا شركاء بالنصف أنا وزميل لي.. النصف الآخر كان لأصحاب الفلوس..
وكانت بالمناسبة أربعة آلاف جنيه.. دفعنا الفي جنيهاً «خلو رجل» في المحل الذي لا أزال أحتفظ به والذي يصل سعره اليوم إلي مليوني جنيه.. وقرأنا الفاتحة.
لم أصرف مليما من باقي رأس المال.. فالبضاعة بالأجل.. نبيعها بمكسب قليل ونسدد ثمنها يوما بيوم.. كنا نهتدي بحديث رسول الله:"أنا ثالث الشريكين"..
لكن.. أصحاب رأس المال سعوا للخروج من الشركة.. فوافقنا.. تركوا المحل مقابل كمبيالات سددها لهم بالكامل وفورا تاجر الجملة الذي عملت عنده 15 سنة ثم سددناها له كمبيالة.. كمبيالة..
ورغم أن شريكي الذي دخل معنا بالمجهود قد تعرض لأزمات نفسية حادة استدعت علاجه في مصحات خاصة إلا أنني لم أقبل خروجه من الشركة وبعد رحيله ربيت أولاده حتي وصلوا إلي مناصب عليا محترمة.
sameh ahmed- مشـــــــــــــــــــــــــــــــرف
- عدد الرسائل : 2402
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 23/12/2007
رد: الحاج / محمود العربي - رجـل من أيام «كلمة شرف»!
شركتي الآن فيها أنا وإخوتي وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا.. العائلة الواحدة أصبحت 19 عائلة.. هم المساهمون في الشركة..
كلنا نسكن في بيت واحد بنيناه في مصر الجديدة.. في أعلاه مطعم وصالون وحمام سباحة.. آخر النهار نقفل الباب علينا.. ونحل مشاكلنا بأنفسنا".
لكن.. كيف تحولت من الخردوات إلي الأجهزة الكهربائية.. ومن التجارة إلي الصناعة؟..
يقول:"وقف حالنا تماما عندما قرر جمال عبدالناصر أن يوزع الكراسات مجانا علي التلاميذ والطلبة.. لم نجد ما نبيعه سوي البضائع التي كانت تأتي من أسواق عربية مثل غزة.. ثم ليبيا والكويت والسعودية فيما بعد.. لم نكن نختار البضاعة.. البضاعة هي التي كانت تختارنا.. مراوح.. ماشي.. كنا نكسب في المروحة عشرة قروش.. تليفزيونات ممكن.. كنا نكسب في التليفزيون جنيهاً.. جهاز تسجيل طيب.. كنا نكسب فيه عشرين قرشا".
كانت الأسواق المصرية متشوقة لكل شيء.. لكن.. الاستيراد ممنوع.. مرفوع من الخدمة.. والتوكيلات التجارية معطلة.. حبر علي ورق..
علي أن الأمور بدأت تتغير بعد سياسة الانفتاح التي تبناها أنور السادات.. بدأ انفتاحا استهلاكيا.. تجاريا.. ثم انقلب إلي الاستثمار الصناعي.. إن هذا هو ما حدث معي بالضبط".
في عام 1974 كان يعيش بيننا في الموسكي رجل ياباني يتعلم اللغة العربية في الجامعة الأمريكية.. وقد لاحظ أننا نبيع كميات هائلة من بضائع بلاده.. وعندما سعت شركة توشيبا للبحث عن وكيل لها رشحنا لذلك..
لكن.. مسئولي الشركة عندما جاءوا من طوكيو وزارونا وجدوني أبيع بنفسي في المحل وليس لدينا فاكس أو تليفون دولي فرفضوا منحنا التوكيل.. لكن.. طلبوا أن يجربوني سنة..
وفعلا رحت بيروت وفتحت اعتمادات في بنوكها لصفقاتي الأولي مع اليابان.. فلم تكن البنوك المصرية مستعدة لمثل هذه لعمليات الائتمانية بعد".
دخلت الصناعة من باب التجارة.. الصانع الذي لا يعرف كيف يبيع ما ينتج سيخسر الجلد والسقط.. وجدت طلبا علي المرواح فأنتجتها.. ثم انتقلت إلي الثلاجات.. والتليفزيونات..
والسخانات.. وأجهزة التكييف.. الطلب علي السلعة يخلق صناعتها".
شركة توشيبا بدأت في ورشة صغيرة ثم أصبحت بعد ستين سنة امبراطورية تضم 180 ألف عامل..
ومؤسس شركة شارب بدأ بأقلام الرصاص.. ثم وصل للصناعات الإلكترونية الدقيقة.. أنا مشيت علي خطاهما..
وبعد 32 سنة من التعامل معهما أسعي للحاق بهما.. أن أرفع نسبة المكون المصري في كل جهاز انتجه إلي أكثر من تسعين في المائة".
وجرب الرجل العمل السياسي بعد طول إلحاح وضغط عليه.. جاء إليه محافظ القاهرة الأسبق اللواء سعد مأمون وطلب منه ترشيح نفسه عن دائرة الجمالية
فرفض برقة قائلا:"خليني في شغلي أحسن".. لكن محافظا آخر للقاهرة نجح في إقناعه أو توريطه في دخول مجلس الشعب هو الفريق يوسف صبري أبوطالب..
لكن.. ذات يوم.. وبينما اللجنة الاقتصادية في المجلس تناقش أمرا يتصل بضريبة المبيعات طلب الكلمة لكن الجالسين علي المنصة تجاهلوه فترك المجلس ولم يعد إليه..
فلو لم يقل رأيه ويعبر عن نفسه فلماذا يستمر؟..
إن هناك فرقا بين النائب والطربوش لا يدركه سوي قلة من السياسيين منهم محمود العربي.
ملحوظة: استعنت في بعض المعلومات هنا بحوار اللامعة مني الشاذلي مع محمود العربي في"العاشرة مساء"مع التقرير الذي قدم به للحوار أحمد أبوطالب.. فشكرا لهما
منقول
sameh ahmed- مشـــــــــــــــــــــــــــــــرف
- عدد الرسائل : 2402
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 23/12/2007
رد: الحاج / محمود العربي - رجـل من أيام «كلمة شرف»!
موضوع جميل وشيق وبعدين الحاج محمود العربى غنى عن التعريف انا اسمع عنه كتير وسمعتة ماشاء الله كويسة جدا ربنا يزيدة كمان وكمان وعارف ناس كتير شغالة فى توشيبا ومحدش بيشتكى من المعاملة بل بالعكس الكل بيسعى علشان يحصل على وظيفة فى الشركة دى
مشكور جدا وتسلم ايدك
مشكور جدا وتسلم ايدك
الفارس- عـضـو مـمـيـز
- عدد الرسائل : 631
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 03/05/2008
مواضيع مماثلة
» الجيش العربي
» متى يتحرر الفكر العربي؟!
» الحاج فضله ومنافعه
» شروط الاضحية لغير الحاج
» الدكتور مصطفى محمود
» متى يتحرر الفكر العربي؟!
» الحاج فضله ومنافعه
» شروط الاضحية لغير الحاج
» الدكتور مصطفى محمود
مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo :: عــلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم :: علـــــــــــــــوم عامـــــــــــــــــــــــــة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى