رسالة حافظ ابراهيم للنقيب

وُليّ السيد محمد الببلاوي نقابة الأشراف سنة 1920 وذهب حافظ براهيم لزيارته بحكم صداقتهما وزمالتهما في دار الكتب، لكن المنصب الجديد كانت له أبهته بما فيه من حراس وأبواب موصدة وضرورة وجود موعد مسبق للقاء وبالتالي لم يستطع حافظ ابراهيم مقابلته فعاد من حيث أتى وترك له مع الحارس هذه الأبيات:


قل للنقيب لقد زرنا فضيلته *** فذادنا عنه حراس وحُجّاب
لقد كان بابك مفتوحاً لقاصده *** واليوم أوصد دونك الباب
فلا ذكرت “بدار الكتب” صحبتنا *** إذ نحن رغم صروف الدهر أحباب
لو أنني جئت “للباب” لأكرمني *** وكان يكرمني لو جئته “الباب”
لا تخش جائزة قد جئت أطلبها *** إني شريف وللأشراف أحساب
فاهنأ بما نلت من فضل وإن قُطعت *** بينى وبينك بعداليوم اسباب
قال “حافظ إبراهيم” :
وهم الذي ظن الوظيفة راحة ** هي راحة الأسرى إلى الأغلال
ليست حياة المرء إلا حرة ** كالطير حر مطلق الأفعال
قلت :
من ذا الذي حسب الوظيفة مأمنا ** هو واهم في ذاك أي أمان؟
هي مأمن الأسرى الذي تململوا ** يمضون دهرا في يدي سجان
ليست حياة المرء إلا رحـلـة ** ما باله يهوى شقى القضبان
ليست حياة المرء إلا حــرة ** كالطير حرا جال كل مكـان