حق الفن الاصيل

تكرار البرامج الفضائية الخاصة بإنتاج المواهب الغنائية، أصبح مملاً ويحتاج لإعادة نظر.
في برنامج البوم هو انطلاق لاكتشاف المواهب الغنائية أيضا؟! لكنه يحتاج لدراسة مستوفية لتقديمه بالشكل المميز، استغرب أحيانا أن تقف الفنانة تغني بإعمال الكبار كالسيدة أم كلثوم أو فيروز وهي مختلفة كليا بالصوت والأداء والملابس!!
فرقة شمال أفريقيا قدموا أعمال أم كلثوم لكن هنا الفوارق كبيرة ليست بالصوت إنما بأشياء أخرى؟!تخيل أن تسمع أغنية لام كلثوم وتشاهد المغنية على المسرح بالبنطال الجينز "برمودا" ؟! هو ما حدث في برنامج البوم مع فرقة شمال أفريقيا!!
يبدو لي أن أشياء أخرى تعصف بالبرنامج أهمها لجنة التصنيف والمتابعة، يبدو لي أن مشاكل البرنامج لاتأتي إلا من اللجنة و "كل إناء بما فيه ينضح" هل يستحقوا قيادة مثل هذه البرامج إذا كان من المفترض تصنيفهم أولاً.
هناك مشاهد أثارتني من خلال متابعتي لألبوم هي تسيء للفن الأصيل شكلاً ونغماً، يعتقد القائمون على هذا البرنامج بأن تواجد الجمهور واللجنة وتوافد المغنين العرب هو إضافة تقنع المشاهد لمتابعة سير البرنامج، لكن هناك مراحل لنمو هذه البرامج هي استغلال جذب المشاهد من خلال استيراد الحضور في مسرح العمل ، وأظن أن المتابعين قد ملوا من أشكال الجماهير المتواجدة في كل الحلقات وهناك من يقول إن هذا الاستيراد ماهو إلا دفع كلفة حضور هؤلاء الجماهير.
الحديث عن القيمة الفنية التي تقدمها هذه البرامج ومنها البوم الذي أساء لعمالقة الطرب الأصيل من خلال اختيار المتسابقين وموهبة الصوت وتقديمهم على المسرح بشكل مقزز، من ينتمي للفن الشرقي الأصيل لا يقبل إهانة هذا التاريخ الجميل للأغنية العربية، هي مازالت "أم كلثوم" تتربع على عرش الفن الغنائي ومازالت تحصد سنويا أعلى المبيعات عربيا رغم مرور "32" عاماً على وفاتها؟!إلا أن الاستهزاء بهذا التاريخ المميز مازال يظهر عبر برنامج البوم بشكل سيء لا بقبلة متذوق الفن الأصيل.
نقاط سوداء صادفت عرض البرنامج منها "التهكم" الغنائي للأغنية العربية الجميلة منهم ناظم الغزالي صاحب المدرسة الفنية الخالدة هو ماحصل أيضا لفيروز التي قدمت أجمل الموشحات والطقاطيق، هذه الإساءة ربما تجبر متابع البرنامج للتخلي عنه مكرهاً ومتابعة برامج أخرى تفي بالمضمون.
كنا في السابق نقيم الفنانون الجيدون من خلال تقديم أعمال أم كلثوم وبالتالي من يقترب بالصورة الأفضل تجده يتميز عن غيره وهو الحال انطبق على الفنانة التونسية "ذكرى" التي ساهمت أعمال أم كلثوم بتقديمها جيدا للساحة الغنائية لأنها احترمت هذا التاريخ، بينما ما يشاهد في برنامج البوم "مجموعة بناطيل جينز برمودا" تغني نشازا وبصورة سيئة لرائعة الفن الشرقي.
أم كلثوم يا سادة؟ مازالت رمزاً غنائيا عربيا لا نقبل الإساءة له بهذا الشكل.
ربما من يعد البرنامج أو من خلال اللجنة ساد جوهم الانبهار فقط ولم يقيموا ما يفعلونه بالرموز الغنائية العربية، من عدم احترام؟!