فتاتا الشرفة

من طرف **omar20hatem** الأربعاء 09 أبريل 2008, 7:16 pm

كتبت فى الماظة 1992 م

الشمس تتجه للغروب , لتسكن من عناء رحلة يوم شاق , تستعد ليوم جديد قاس وشديد, نظر عاليا وقرر أن يستمتع بهذا المنظر الخلاب من فوق السطوح , وياله من شفق يروع بقدر ما يمتع.فنظر إليها ولونها الاحمر الآخاذ للقلب فدب فى نبضة الشوق ممزوجا بالرهبة , احس بنبضه يرتفع فأراد أن ينشغل عن خوفه بشىء أكثر متعة فالتفت باحثا فوجد هناك على قرب فتاتان تجلسان فى شرفتان متجاورتان , احداهما بلباسها الأصفر الفاقع وشعرها المسدل على كتفيها كشلال ماء عذب يخلب الابصار , وبشرتها البيضاء الناصعة والتى أضاءت دنياه مكان الشمس الغاربة , أخذت تبتسم حين اهتم بها فشغلته .
وفى الشرفة المجاورة وجد فتاة تنم ملامحها على انها فتاة مهذبة متدينة , لباسها الأبيض وطبيعتها الهادئة ووقار يجذب القلب فاخذ يحول وجهته إليها فاظهرت له الخجل ,فوقع فى حيرة من أمره حيرة شديدة .
لأيهما يقرر أن يقترب ويتقرب , ذات الرداء الأصفر الفاقع أم ذات الثوب الأبيض الهادىء.
ضاقت به السبل فهو يرغب فى فتاة جميلة منطلقة حينا, وهادئة خجولة حينا آخر .
دلنى أيها العقل , أيها القلب ,دلينى ياعينى , دلينى يا شمسى لا تتركينى محتارا.
وفى أثناء حيرتة الشديدة إذ بصوت عااااااااااااال يدوى فى مسمعه ( يا سيد ), فأفاق من خياله إنها أم محسن زوجته الغالية تنبهه بأن والدها قد حضر لزيارتهم وهو الأن منتظر فى غرفة الاستقبال , فذهب مسرعا ليقوم بواجب الترحيب لحماه العزيز وترك وراعه خياله الخصب وفتاتا الشرفة ومغيب الشمس.