لورنس العرب ....... .أسطورة زائفة
مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo :: كــــــــــــــــــــــــــــــلام جــــــــــــــــــــــــــرىء :: الصالون الثقافى
صفحة 1 من اصل 1
لورنس العرب ....... .أسطورة زائفة
هذا الرجل من الشخصيات التي أبرزها الاستعمار وأحاطها بهالة ضخمة من البطولة : شخصية الضابط لورنس الذي وصف بأنه (ملك العرب غير المتوج) وصنعوا منه احدى اكبر الكذبات
اسمه الحقيقي توماس إدوارد لورانس ، شخصية أدبية وسياسية بريطانية ، ويعرف بلورنس
العرب
بريطانى اشتهر بدوره في قيادة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار
ولد في تريمادوك من قرى ويلز ، وتخرج بجامعة أكسفورد. وسافر إلى سوريا وفلسطين بحجة دراسات أثرية ، وأقام مدة في جبيل بلبنان تعلم بها مبادئ اللغة العربية قبل سنة 1911. وأرسلته حكومته في بعثة إلى صحراء سيناء فكتب دليلاً لها لاستعمال الجنود. ونقل إلى مكتب المخابرات العسكرية في القاهرة
هذا الرجل من الشخصيات التي أبرزها الاستعمار وأحاطها بهالة ضخمة من البطولة : شخصية الضابط لورنس الذي وصف بأنه (ملك العرب غير المتوج)
و الذي كشفت المؤلفات والأبحاث عن هويته الاستعمارية وولائه المزدوج لبريطانيا والصهيونية العالمية ، وكيف خدع العرب وعايشهم في خيامهم (إبان الحرب العالمية الأولى) على هدف واضح هو إسقاط الدولة العثمانية والإيقاع بين العرب والترك ودفع العرب إلى الاقتتال من أجل استيلاء فرنسا وبريطانيا على أراضي فلسطين وسوريا ولبنان.
وقد كشف عن هذه الخدعة التي قام بها في كتابة (أعمدة الحكمة السبعة) وفضح نفسه
حين قال: لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ، ولو كنت رجلاً شريفاً وناصحاً أميناً لصارحتهم بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم إلاً ولا ذمة
وقوله : أما الشرف فقد فقدته يوم أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعودهم ، وقوله : لقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي أن مساعدتهم ضرورية لانتصارنا القليل الثمن في الشرق ، ولاعتقادي أن كسبنا للعرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار
ومن ذلك قوله : إني أكثر ما أكون فخراً أن الدم الإنجليزي لم يسفك في المعارك التي خضتها لأن جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد ، لقد جازفت بخديعة العرب لأنني كنت أرى أن كسبنا للحرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار
البداية
بدأت الحرب العالمية الأولى فعين لورانس برتبة ضابط احتياط في فرع الخرائط لدى القيادة العامة للقوات البريطانية (المحتلة للقاهرة في حينه ) وبعد ذلك التحق بمقر المخابرات البريطانية بالقاهرة ..
ثم نقل نشاطه إلى منظمة سرية أنشئت في القاهرة تحت اسم مستعار لتغطية نشاطها باسم (المكتب العربي) وهذا المكتب عبارة عن فرع من فروع المخابرات البريطانية لممارسة النشاط التخريبي في مصر والأقطار العربية وبعض البلدان التابعة للسلطة العثمانية..
وبتاريخ 12 تشرين الأول(أكتوبر) 1916م توجه السير ستور البريطاني إلى السعودية وكان اسمها في حينه (الحجاز) أو الجزيرة العربية يرافقه لورنس وبعض الضباط البريطانيين كانت تلك الرحلة تاريخية بالنسبة إلى لورنس إذ انه بدأت معه أسطورة (لورنس العرب) بل بدأت معها اكبر ملحمة عرفتها حياة إنسان بريطاني ..
إنها قصة رجل تشبه أخبار الخرافات فقد استطاع التسلل إلى القبائل العربية التي كانت ثائرة على الاستعمار العثماني وراغبة في التخلص من حكم (الأتراك)
استطاع لورنس أن يقنع العرب بالثورة على العثمانيين والتحالف مع بريطانيا مقابل التعهد لهم باقامه دوله عربيه واحدة مستقلة .. تمتد من البحر الأحمر حتى الخليج العربي وتشمل الجزيرة العربية بأسرها بما فيها الساحل السوري الذي يضم سوريا ولبنان وفلسطين ..
وقام لورنس في حينه بتسليم شريف مكة رسائل موقعه من مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر وهذه الرسائل تتعهد باسم الحكومة البريطانية بتنفيذ التعهدات المذكورة أعلاه وسميت هذه الرسائل ب(مذكرات مكماهون)
كما أصدرت السلطات البريطانية ما يثبت للقبائل العربية أنها سوف تنفذ ما تعهد به لورنس باسمها..
وهكذا بدأ لورنس عمله في المنطقة العربية كضابط ارتباط، كان غرضه الاساسي الوقوف مع حاجات القوات العربية المحاربة، تمهيدا لتزويدها بحاجاتها من المؤن والسلاح..
الا انه سرعان ما انيطت به مهام اكبر واخطر ..فنظرا لاجادته العربية .. واكتسابه لحب العرب من خلال معايشتهم لفترات طويلة .. فقد اوكلت اليه مهام في تدريب العرب على استخدام المتفجرات ..ونسف الجسور الحديدية والقطارات المعادية، ثم اسندت اليه مهمة تنظيم قوات الامير فيصل بن الحسين فشارك في الحملة المتجهة من الحجاز نحو بلاد الشام كما شارك ببعض المعارك التي خاضها العرب بالتنسيق مع الجنرال (اللنبي allenby) قائد قوات الحلفاء في فلسطين..
ولكن ما إن انتهت الحرب العالمية الأولى حتى تنكرت بريطانيا لوعودها هذه وجزأت البلاد العربية كما هو معروف وذهبت وعود (لورنس) أدراج الرياح ..مما اوقعه في حرج كبير امام اصدقائه العرب
وقد ادعى لورنس أنه جاء ليكشف الطريق التي سلكها بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر بينما كان يعمل في الواقع على رسم الخرائط للمنطقة لاستعمالها في حالة الحرب ، فلما أعلنت الثورة العربية في الحجاز رافق فيصل بن الحسين عامين ونصف ، في أثناء ذلك سار الجيش العربي من ميناء جدة على البحر الأحمر حتى دخل دمشق منتصرا في 30 سبتمبر 1918
ولقد خدع " لورنس " العرب وعمل على تحطيم قوى الجيش العثماني ونسف القطارات المحملة بالذخائر ، فلما انتهت المعركة وأعلن لورد اللنبي في القدس (الآن انتهت الحروب الصليبية) وأعلن غورو في دمشق قولته : ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين، عمد لورنس إلى أعظم سرقة حين سلب قبر صلاح الدين إكليلاً من الذهب كان قد قدمه له الإمبراطور غليوم يوم زيارته لدمشق
ولما نجحت خطط الاستعمار البريطاني ، اتجه بجهوده لإنجاح خطط الصهيونية وأقنع فيصل
بالاجتماع بويزمان زعيم اليهود
وكان لورنس يؤمن أن الثورة العربية هي تقطيع أوصال الدولة العثمانية وإيقاع الخلاف بين
العرب والترك وفتح الطريق أمام الصهيونية إلى فلسطين
وفي مؤتمر «فرساي» في باريس عام 1919م الذي عقد بعد نهاية الحرب ظهر لورنس كشخصية مؤثرة في مجريات المؤتمر، وحاول انتزاع شيء للعرب في صراع محموم لاقتسام مناطق النفوذ في الشرق، ولكن كل محاولاته ذهبت سدى
بعد كل ذلك وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى انتهت مهمة لورنس تقريبا في البلاد العربيه فعاد إلى بريطانيا .. وعين مستشارا للسير ونستون تشر شل (وزيرالمستعمرات البريطانيه في حينه) وبقي في هذه الوظيفة يمارس اختصاص الشؤون العربية حتى عام 1922 حيث استقال فجأة من عمله وكان قد بلغ من العمر (34) عاما ..
وبعد هذه الاستقاله اصيب لورنس بالاكتئاب الشديد فانطوى على نفسه مبتعدا عن الجميع واصبح لا يتحمل حياة المجتمع وكعادته يتجنب النساء بشكل خاص
وبعد انقضاء عدة اشهر على هذا الحال قرر أن يشتغل لنفسه لينسى ما هو فيه فانضم إلى القوات الجوية البريطانية كجندي عادي وتحت اسم مستعار هو (روس)
وبما أن بريطانيا كانت تستعمر أفغانستان فقد حصل تمرد من قبل القبائل الافغانيه مما اضطر المسؤولين في المخابرات البريطانية إلى البحث عن لورنس وإخراجه من الجندية وإرساله إلى أفغانستان باعتباره خبيرا في حرب القبائل عن طريق العراق الذي كان تحت الاستعمار البريطاني أيضا.. وقد منح رتبة(كولونيل) .. وسمي في حينه رسول بريطانيا إلى الشرق وقد حاول منذ وصوله إخماد التمرد بالقوة فاحتجت الحكومة الافغانيه مما دعا الحكومة البريطانية إلى استدعاء لورنس من الحدود الافغانية فعاد مجددا إلى لندن وبعد عدة أيام أطيح بالحكومة الأفغانية .
في لندن انطوى على نفسه حتى لم يعد يراه أحد مطلقا فأخذت الإشاعات تنطلق هنا وهناك حول اختفائه ...منها من قال انه أصيب بالجنون وعاد إلى الصحراء العربية التي احبها ليبقي بقية حياته فيها تكفيرا عن خداعه للعرب ..
وإشاعة ثانية تقول أنه توجه إلى (التبت ) وانتسب إلى أحد الأديرة البوذية وحلق شعر رأسه على الصفر واصبح راهبا بوذيا هناك تأديبا لنفسه
ولكن لورنس كـــان قد شغل نفسه بشيء آخر ولم يعد للصحراء ولا إلى التبت فقد ظهر في عام 1926 حيث تبين انه كان معتكفا في منزل ريفي صغير يؤلف كتابة الشهير .. الذي سماه (أعمدة الحكمة السبعة ) الذي شرح به جميع ما جرى معه خلال الأعوام التي قضاها في البلاد العربية ( مصر-الحجاز-العراق- سوريا ) وفي هذا الكتاب قال لورنس كل شئ بصراحة متناهية فلا رحم أحد من قلمه .. ولا رحم نفسه أيضا.. حيث نشر في كتابه صراحة أن بريطانيا خانت القضية العربية بمفهوم تلك الأيام..
وقد أهدى لورنس كتابه (أعمدة الحكمة السبعة) إلى سارة أرنسوهن الجاسوسة اليهودية التي ألقى الأتراك القبض عليها في الناصرة أثناء الحرب في فلسطين فانتحرت حتى لا تبوح بسرها
هذا لورنس الذي كانت الصحف تكتب عنه وتصوره على أنه منقذ العرب وملك العرب غير المتوج والذي جعلوه صانع الثورة العربية وقائدها الفعلي !!!!!!
وقد كشفت كتابات البريطانيين أنفسهم عن لورنس أنه لم يكن جاسوساً لبريطانيا والصهيوينة فحسب ، ولكنه كان إلى ذلك إنساناً منحرفاً ، من الوجهة النفسية الاجتماعية والخلقية
وقد هوجم الفيلم الدرامى الذى يحمل اسمه " لورانس العرب " لما رآه البعض افتقاراً للدقة التاريخية ولإسرافه في تصوير دور لورنس في الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية ولاحقا كتب سيرته الذاتيه فى كتاب اعمدة الحكمة السبعة
مضى أكثر من سبعين عاما منذ وفاة لورانس عام 1935عن ستة واربعين عاما بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد بحادث قيل أنه كان مفتعلا لاسكاته ومنعه من نشر كتاب آخر . أثناء تشييعه كانت هناك شخصيات سياسية وعسكرية مهمة مثل ونستون شرشل، لورد لويد، ليدي آستور، الجنرال وفل، اغسطس جون وغيرهم، اضافة إلى حلقة من اصدقائه الذين يدعونه باسم تي.اي.شو
ومازال من اكثر الشخصيات اثارة للجدل حتى الان
كناب أعمدة الحكمة السبعه متوفر على الانترنت
اسمه الحقيقي توماس إدوارد لورانس ، شخصية أدبية وسياسية بريطانية ، ويعرف بلورنس
العرب
بريطانى اشتهر بدوره في قيادة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار
ولد في تريمادوك من قرى ويلز ، وتخرج بجامعة أكسفورد. وسافر إلى سوريا وفلسطين بحجة دراسات أثرية ، وأقام مدة في جبيل بلبنان تعلم بها مبادئ اللغة العربية قبل سنة 1911. وأرسلته حكومته في بعثة إلى صحراء سيناء فكتب دليلاً لها لاستعمال الجنود. ونقل إلى مكتب المخابرات العسكرية في القاهرة
هذا الرجل من الشخصيات التي أبرزها الاستعمار وأحاطها بهالة ضخمة من البطولة : شخصية الضابط لورنس الذي وصف بأنه (ملك العرب غير المتوج)
و الذي كشفت المؤلفات والأبحاث عن هويته الاستعمارية وولائه المزدوج لبريطانيا والصهيونية العالمية ، وكيف خدع العرب وعايشهم في خيامهم (إبان الحرب العالمية الأولى) على هدف واضح هو إسقاط الدولة العثمانية والإيقاع بين العرب والترك ودفع العرب إلى الاقتتال من أجل استيلاء فرنسا وبريطانيا على أراضي فلسطين وسوريا ولبنان.
وقد كشف عن هذه الخدعة التي قام بها في كتابة (أعمدة الحكمة السبعة) وفضح نفسه
حين قال: لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ، ولو كنت رجلاً شريفاً وناصحاً أميناً لصارحتهم بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم إلاً ولا ذمة
وقوله : أما الشرف فقد فقدته يوم أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعودهم ، وقوله : لقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي أن مساعدتهم ضرورية لانتصارنا القليل الثمن في الشرق ، ولاعتقادي أن كسبنا للعرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار
ومن ذلك قوله : إني أكثر ما أكون فخراً أن الدم الإنجليزي لم يسفك في المعارك التي خضتها لأن جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد ، لقد جازفت بخديعة العرب لأنني كنت أرى أن كسبنا للحرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار
البداية
بدأت الحرب العالمية الأولى فعين لورانس برتبة ضابط احتياط في فرع الخرائط لدى القيادة العامة للقوات البريطانية (المحتلة للقاهرة في حينه ) وبعد ذلك التحق بمقر المخابرات البريطانية بالقاهرة ..
ثم نقل نشاطه إلى منظمة سرية أنشئت في القاهرة تحت اسم مستعار لتغطية نشاطها باسم (المكتب العربي) وهذا المكتب عبارة عن فرع من فروع المخابرات البريطانية لممارسة النشاط التخريبي في مصر والأقطار العربية وبعض البلدان التابعة للسلطة العثمانية..
وبتاريخ 12 تشرين الأول(أكتوبر) 1916م توجه السير ستور البريطاني إلى السعودية وكان اسمها في حينه (الحجاز) أو الجزيرة العربية يرافقه لورنس وبعض الضباط البريطانيين كانت تلك الرحلة تاريخية بالنسبة إلى لورنس إذ انه بدأت معه أسطورة (لورنس العرب) بل بدأت معها اكبر ملحمة عرفتها حياة إنسان بريطاني ..
إنها قصة رجل تشبه أخبار الخرافات فقد استطاع التسلل إلى القبائل العربية التي كانت ثائرة على الاستعمار العثماني وراغبة في التخلص من حكم (الأتراك)
استطاع لورنس أن يقنع العرب بالثورة على العثمانيين والتحالف مع بريطانيا مقابل التعهد لهم باقامه دوله عربيه واحدة مستقلة .. تمتد من البحر الأحمر حتى الخليج العربي وتشمل الجزيرة العربية بأسرها بما فيها الساحل السوري الذي يضم سوريا ولبنان وفلسطين ..
وقام لورنس في حينه بتسليم شريف مكة رسائل موقعه من مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر وهذه الرسائل تتعهد باسم الحكومة البريطانية بتنفيذ التعهدات المذكورة أعلاه وسميت هذه الرسائل ب(مذكرات مكماهون)
كما أصدرت السلطات البريطانية ما يثبت للقبائل العربية أنها سوف تنفذ ما تعهد به لورنس باسمها..
وهكذا بدأ لورنس عمله في المنطقة العربية كضابط ارتباط، كان غرضه الاساسي الوقوف مع حاجات القوات العربية المحاربة، تمهيدا لتزويدها بحاجاتها من المؤن والسلاح..
الا انه سرعان ما انيطت به مهام اكبر واخطر ..فنظرا لاجادته العربية .. واكتسابه لحب العرب من خلال معايشتهم لفترات طويلة .. فقد اوكلت اليه مهام في تدريب العرب على استخدام المتفجرات ..ونسف الجسور الحديدية والقطارات المعادية، ثم اسندت اليه مهمة تنظيم قوات الامير فيصل بن الحسين فشارك في الحملة المتجهة من الحجاز نحو بلاد الشام كما شارك ببعض المعارك التي خاضها العرب بالتنسيق مع الجنرال (اللنبي allenby) قائد قوات الحلفاء في فلسطين..
ولكن ما إن انتهت الحرب العالمية الأولى حتى تنكرت بريطانيا لوعودها هذه وجزأت البلاد العربية كما هو معروف وذهبت وعود (لورنس) أدراج الرياح ..مما اوقعه في حرج كبير امام اصدقائه العرب
وقد ادعى لورنس أنه جاء ليكشف الطريق التي سلكها بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر بينما كان يعمل في الواقع على رسم الخرائط للمنطقة لاستعمالها في حالة الحرب ، فلما أعلنت الثورة العربية في الحجاز رافق فيصل بن الحسين عامين ونصف ، في أثناء ذلك سار الجيش العربي من ميناء جدة على البحر الأحمر حتى دخل دمشق منتصرا في 30 سبتمبر 1918
ولقد خدع " لورنس " العرب وعمل على تحطيم قوى الجيش العثماني ونسف القطارات المحملة بالذخائر ، فلما انتهت المعركة وأعلن لورد اللنبي في القدس (الآن انتهت الحروب الصليبية) وأعلن غورو في دمشق قولته : ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين، عمد لورنس إلى أعظم سرقة حين سلب قبر صلاح الدين إكليلاً من الذهب كان قد قدمه له الإمبراطور غليوم يوم زيارته لدمشق
ولما نجحت خطط الاستعمار البريطاني ، اتجه بجهوده لإنجاح خطط الصهيونية وأقنع فيصل
بالاجتماع بويزمان زعيم اليهود
وكان لورنس يؤمن أن الثورة العربية هي تقطيع أوصال الدولة العثمانية وإيقاع الخلاف بين
العرب والترك وفتح الطريق أمام الصهيونية إلى فلسطين
وفي مؤتمر «فرساي» في باريس عام 1919م الذي عقد بعد نهاية الحرب ظهر لورنس كشخصية مؤثرة في مجريات المؤتمر، وحاول انتزاع شيء للعرب في صراع محموم لاقتسام مناطق النفوذ في الشرق، ولكن كل محاولاته ذهبت سدى
بعد كل ذلك وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى انتهت مهمة لورنس تقريبا في البلاد العربيه فعاد إلى بريطانيا .. وعين مستشارا للسير ونستون تشر شل (وزيرالمستعمرات البريطانيه في حينه) وبقي في هذه الوظيفة يمارس اختصاص الشؤون العربية حتى عام 1922 حيث استقال فجأة من عمله وكان قد بلغ من العمر (34) عاما ..
وبعد هذه الاستقاله اصيب لورنس بالاكتئاب الشديد فانطوى على نفسه مبتعدا عن الجميع واصبح لا يتحمل حياة المجتمع وكعادته يتجنب النساء بشكل خاص
وبعد انقضاء عدة اشهر على هذا الحال قرر أن يشتغل لنفسه لينسى ما هو فيه فانضم إلى القوات الجوية البريطانية كجندي عادي وتحت اسم مستعار هو (روس)
وبما أن بريطانيا كانت تستعمر أفغانستان فقد حصل تمرد من قبل القبائل الافغانيه مما اضطر المسؤولين في المخابرات البريطانية إلى البحث عن لورنس وإخراجه من الجندية وإرساله إلى أفغانستان باعتباره خبيرا في حرب القبائل عن طريق العراق الذي كان تحت الاستعمار البريطاني أيضا.. وقد منح رتبة(كولونيل) .. وسمي في حينه رسول بريطانيا إلى الشرق وقد حاول منذ وصوله إخماد التمرد بالقوة فاحتجت الحكومة الافغانيه مما دعا الحكومة البريطانية إلى استدعاء لورنس من الحدود الافغانية فعاد مجددا إلى لندن وبعد عدة أيام أطيح بالحكومة الأفغانية .
في لندن انطوى على نفسه حتى لم يعد يراه أحد مطلقا فأخذت الإشاعات تنطلق هنا وهناك حول اختفائه ...منها من قال انه أصيب بالجنون وعاد إلى الصحراء العربية التي احبها ليبقي بقية حياته فيها تكفيرا عن خداعه للعرب ..
وإشاعة ثانية تقول أنه توجه إلى (التبت ) وانتسب إلى أحد الأديرة البوذية وحلق شعر رأسه على الصفر واصبح راهبا بوذيا هناك تأديبا لنفسه
ولكن لورنس كـــان قد شغل نفسه بشيء آخر ولم يعد للصحراء ولا إلى التبت فقد ظهر في عام 1926 حيث تبين انه كان معتكفا في منزل ريفي صغير يؤلف كتابة الشهير .. الذي سماه (أعمدة الحكمة السبعة ) الذي شرح به جميع ما جرى معه خلال الأعوام التي قضاها في البلاد العربية ( مصر-الحجاز-العراق- سوريا ) وفي هذا الكتاب قال لورنس كل شئ بصراحة متناهية فلا رحم أحد من قلمه .. ولا رحم نفسه أيضا.. حيث نشر في كتابه صراحة أن بريطانيا خانت القضية العربية بمفهوم تلك الأيام..
وقد أهدى لورنس كتابه (أعمدة الحكمة السبعة) إلى سارة أرنسوهن الجاسوسة اليهودية التي ألقى الأتراك القبض عليها في الناصرة أثناء الحرب في فلسطين فانتحرت حتى لا تبوح بسرها
هذا لورنس الذي كانت الصحف تكتب عنه وتصوره على أنه منقذ العرب وملك العرب غير المتوج والذي جعلوه صانع الثورة العربية وقائدها الفعلي !!!!!!
وقد كشفت كتابات البريطانيين أنفسهم عن لورنس أنه لم يكن جاسوساً لبريطانيا والصهيوينة فحسب ، ولكنه كان إلى ذلك إنساناً منحرفاً ، من الوجهة النفسية الاجتماعية والخلقية
وقد هوجم الفيلم الدرامى الذى يحمل اسمه " لورانس العرب " لما رآه البعض افتقاراً للدقة التاريخية ولإسرافه في تصوير دور لورنس في الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية ولاحقا كتب سيرته الذاتيه فى كتاب اعمدة الحكمة السبعة
مضى أكثر من سبعين عاما منذ وفاة لورانس عام 1935عن ستة واربعين عاما بعد سقوطه من دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة اكسفورد وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد بحادث قيل أنه كان مفتعلا لاسكاته ومنعه من نشر كتاب آخر . أثناء تشييعه كانت هناك شخصيات سياسية وعسكرية مهمة مثل ونستون شرشل، لورد لويد، ليدي آستور، الجنرال وفل، اغسطس جون وغيرهم، اضافة إلى حلقة من اصدقائه الذين يدعونه باسم تي.اي.شو
ومازال من اكثر الشخصيات اثارة للجدل حتى الان
كناب أعمدة الحكمة السبعه متوفر على الانترنت
commander- عضـــــــــــــــو
- عدد الرسائل : 390
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 20/12/2007
مـنـتــدي قــريــة دمـلــــو Damallo :: كــــــــــــــــــــــــــــــلام جــــــــــــــــــــــــــرىء :: الصالون الثقافى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى