كلمة ولكن من الذي قالها؟!

في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس عبد الناصر وصف انتوني ايدن رئيس وزراء بريطانيا الشريك الثالث في العدوان الثلاثي بأنه رجل (خرع) ـ بكسر الخاء والراء. وحارت وكالات الانباء والصحف الاجنبية في أن تجد مرادفاً لهذه الكلمة. وتفسيرها أنه: رخو وأنه مريض ضعيف. والكلمة مشتقة من شجرة الخروع ذات الزيت الكريه اللزج!
وفي حديث المذيعة التلفزيونية الأمريكية الشهيرة برباره والترز مع الرئيس السادات سألته عن رأيه في الرئيس كارتر فقال: أعشقه!
ويقصد أنه يحبه كثيراً أو يحترمه جداً..
وحاولنا مع برباره أن نحذف هذه الكلمة التي قالها السادات بحسن نية، فرفضت. وقالت: سوف ينسى الناس الحديث ولن ينسوا هذه الكلمة. وقد كررها السادات عدة مرات! وفي رسالة حملتها أنا من الرئيس مبارك الى رئيس اسرائيل اسحاق نافون. قلت له ان الرئيس واضح. وكل أفكاره معلنة وليس لغزاً وقلت الكلمة الانجليزية بمعنى لغز (Quiz). فظهرت الدهشة الشديدة جداً على وجه الرئيس الاسرائيلي وسألني: هل الرئيس قال هذه الكلمة؟ قلت: نعم. سألني: هل أنت متأكد من انه قال على نفسه هذه الكلمة. فأعدت التأكيد..
هو اندهش، وأنا اندهشت لهذه الدهشة..
وبعد سنة قابلت الرئيس الإسرائيلي وقد اكتشفت سر دهشته. فهو قد يظن أن كلمة كويز (Quiz) معناها كويز لنج وهو رئيس الوزراء النرويجي الذي خان بلاده وانضم لألمانيا النازية وحاكموه واعدموه سنة 1945. لقد ظن أن الرئيس حسني مبارك يقول انه ليس كويز لنج ـ أي ليس خائناً لبلاده!
وهذا شيء عجيب جداً لا يقال!
وفي حوار بين خروشوف ونيكسون نقل المترجم عن خروشوف خطأ كلمة (فلاح) وقال (عاطل) ولم يفهم نيكسون. فطلب خروشوف ان ينقل المترجم لنيكسون أن المترجم حمار.. فنقل المترجم إنه حمار. وضحك الرجلان..
إنها حكايات كثيرة لكلمة واحدة!