كمان موضوع عن ابو تريكة

لم يتصور محمد أبوتريكة لاعب فريق النادي الأهلي ان يهاجم بضراوة وقسوة من وسائل الاعلام خاصة الصحف. حينما قال في قناة ناديه "القافلة تسير..." وترك بقية الجملة للضيوف أو للمشاهدين. ردا علي سؤال حول رأيه في حالة الهجوم التي تعرض لها فريق الأهلي خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية.
فوجيء أبوتريكة بحملة شديدة من الانتقادات في وسائل الاعلام رداً علي ما قاله. ودفاعاً عن نفسها. قبل ان تجد نفسها في مهب الريح ويتلاعب بها الصغار الذين ظلوا لسنوات طويلة يحلمون باليوم الذي تكتب فيه الصحافة عنهم. ورغم الانتقادات التي توجه للصحافة من ابنائها الا ان هؤلاء يرفضون ان يهاجمها أحد. وعلي رأي المثل "أدعي علي ابني واكره الي يقول أمين".
تصور أبوتريكة - بطريق الخطأ - أنه فوق الجميع مثل النادي الأهلي. وأنه فوق النقد. ولن يجرؤ أحد علي انتقاده. محتمياً بجماهيرية كبيرة لا تنكر والا انه تناسي أو فات عليه ان الجماهير ليس لها سلطان علي وسائل الاعلام. لانها مهما كبرت فلا ولن يعلو شأنها علي الصحافة التي صنعت النجوم.
اكتسب أبوتريكة جزءاً كبيراً من شعبيته كونه لاعبا متدينا. أكثر منه ذي امكانيات فنية كبيرة. لأن المجتمع المصري متدين بطبيعته ويهفو نحو مثل هذه النماذج التي يعتبرها قدوة. بصرف النظر عن مضمون السلوك. ولاشك ان أبوتريكة له بصمة في كرة القدم المصرية. سواء مع ناديه أو مع المنتخب الوطني.
خطأ أبوتريكة أنه في لحظة ما تصور انه المرشد العام في الكرة المصرية. وان ما يقوله مصدق ولا راد لكلامه. واحتمي به النادي الأهلي في كثير من الأحيان. وآخرها عقب العودة من اليابان. كما حدث في قناة الاهلي مؤخرا. فكان أبوتريكة بمثابة الدرع الواقية والحامية للادارة المرتعشة. التي تضع لاعبا لدرء الهجوم عليها بعد المشاركة المخيبة للآمال في كأس العالم للاندية. بعد ان صدرت لجماهيرها قبل البطولة ان الفريق ذاهب لليابان لتحقيق انجاز أكبر مما حدث في .2006
اخطأ أبوتريكة مرتين. الاولي حينما تجني علي الاعلام بلفظ لا يجب ان يخرج من شخص متدين. كما عرف عنه. والخطأ ا لثاني عندما خرج في وسائل الإعلام ليبرر ما قاله علي قناة الاهلي. مؤكدا انه لم يكن يقصد الاعلام وهذا غير صحيح لأنه بالفعل كان يقصد الاعلام. لان كلامه كان عن رأيه فيمن هاجم الأهلي. واظن ان الاعلام وليس الجمهور هو الذي هاجم.
الانسان الذكي هو الذي لا يخطيء مرتين. وإذا اخطأ في الأولي فيكون حريصاً علي عدم تكراره. ولكن اخطاء أبوتريكة تكررت كثيراً في الآونة الأخيرة. فخرج عقب العودة من اليابان ليؤكد انه رفض عرض الهلال السعودي. وهو ما لم يحدث لان المفاوضات فشلت لأسباب مادية ليس لأبوتريكة علاقة بها. ومازالت الجماهير تتذكر محاولاته التمثيلية المستمرة في المباريات علي الحكام للحصول علي ضربات جزاء. وكلها أمور لا تتماشي مع الشخصية المتدينة المعروفة عنه. وهو ما يأخذ من رصيده لدي المعتدلين.
من يرصد اخطاء أبوتريكة - وهي ليست كثيرة مقارنة بما يحدث من بقية لاعبي كرة القدم - يجد ان أغلبها ان لم تكن كلها. بسبب إدارة النادي التي تدفع به في المواجهة لتحتمي به عند كل أزمة. وهو ما يعبر عن شخصية الإدارة!