الســـــــــــــــــــــراء والضــــــــــــــــــــــــــراء

عدت لمنزلى من عملى حيث ادرس متعب البدن مرهق الذهن محمل بالكلمات المتناثرة على اسطر تلك الورقات المتراصة فى

دفترى واقسم انى لا اتذكر منها الا الكلمات القليلة لكثرتها وتعاقبها الذى لاينقطع الا على مدار عشرات الصفحات

القيت بدفترى على المكتب المرتكز فى اقصى الغرفة واستبدلت ثيابى وتناولت طعامى وكنت حينها اهيأ نفسى لحضور عرس

شقيق صديقى وما اقرب ذلك الصديق الى قلبى وما اعز مكانتة فى نفسى

اعددت ثياب العرس نظيفة منظفة وقد ملت من كثرة اهتمامى بها ونتظيفى لها وسأمت حرارة المكواة عليها لكثرة ما مرت عليها

ارتديت الثياب وظلت المرءاة تطلب منى الرحيل لكثرة ماوقفت امامها ابغى من الاناقة ما يجعلها تسأم من وجهى

ومرت الدقائق المتوترة على مظهرى وما اصعبها وما اطول قصرها واقصر طول مدتها
ولا اعلم كيف ولكنها مرت

فخرت من غرفتى انيق المظهر طيب الرائحة حسن الثياب وكأنى العريس فى ذلك العرس

واخبرت والدى بذهابى لذلك العرس وكنت اظن منة الاشادة بحسن مظهرى وحرصى على اقامة علاقات اجتماعية جيدة مع اصدقائى واهتمامى بمدى حضور ذلك العرس

وكانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت المفاجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأة


كان ابى حينها مبتسم الوجة ناصع الجبين وتظهر علية اسارير الرضا

ولكن بعد القاء كلماتى علية بذهابى للعرس

تساقطت اسنان الابتسامة وانقطع النور عن الجبين
وذهب رضا باساريرة ولم يعد

وقال لى فى صوت متجشم حاد غليظ

فرح اية الفرح دة بتاع الهيفين لو عاوز تجامل جامل فى عزى مش فرح

الفرح دة للعيال التافهة والعزاء للرجالة

فاستغربت للوهلة الاولى وظننتة يداعبنى ولو بحدة

وما ان حاولت الرد حيث فؤجئت بسيل من الكلمات منة

واقسم انى لا افهم معناها الى الان واقسم ايضا انى لا اريد ان افهم

وحين هو يلقى بكلماتة توارد فى زهنى قول المولى عز وجل

"والذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ان الله يحب المحسنين"

صدق الله العظيم

والانفاق فى الاية ليس انفاق الاموال فقط وحسب بل انفاق المجهود والمساعدة بشتى انواعها المنعوية قبل المادية

ولكن المولى عز وجل ذكر السراء قبل الضراء

اى الفرح قبل الحزن ولم يخص احد بذلك بل جعلها عامة اى ان المشاركة فى اى مناسبة واجبة على كل فرد ما استطاع

وكان هذا ما اقتنعت بة بداخلى ان المشاركة سراء وضراء حزن وفرح


ولكن حكم القوى حتم عليا الا اشارك فى الاحزان عشان اكون راجل على حد قولة

فعشت الايام والليالى متمنيا موت والد صديقى حتى

اجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

وافعل ما عجزت عن فعلة فى فرح شقيقة



...............ومازلت انتظر



من واقع الخيال

امضـــــــــــــــــــــاء


كاتب صغير