آخر وصايا الرسول صل الله عليه وسلم

من طرف مبروك الأحد 14 يوليو 2013, 1:22 pm

آﺧﺮ وﺻﺎﯾﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ و آﻟﻪ وﺳﻠﻢ

ﺗﺪﻣﻊ اﻟﻌﯿﻦ واﻟﻘﻠﺐ

واﻟﻠﻪ ﺑﺤﯿﺎﺗﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺮأت أروع ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺻﺎﯾﺎ ﻓﻼ ﺗﺤﺮم ﻧﻔﺴﻚ وﻏﯿﺮك ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة واﻷﺟﺮ

ﻗﺒﻞ وﻓﺎة اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﺰل ﻗﻮل اﻟﻠﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ ( ًاﻟﯿﻮم أﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ دﯾﻨﻜﻢ وأﺗﻤﻤﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻧﻌﻤﺘﻲ ورﺿﯿﺖ ﻟﻜﻢ اﻻﺳﻼم دﯾﻨﺎ ) ﻓﺒﻜﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻫﺬﻩ اﻵﯾﺔ

: ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ

.. ﻣﺎ ﯾﺒﻜﯿﻚ ﯾﺎ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ أﻧﻬﺎ آﯾﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ آﯾﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل

ﻓﻘﺎل : ﻫﺬا ﻧﻌﻲ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ

وﻋﺎد اﻟﺮﺳﻮل وﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻪ ﺑـ 9 أﯾﺎم : ﻧﺰﻟﺖ آﺧﺮ آﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن واﺗﻘﻮا ﯾﻮﻣﺎ ﺗﺮﺟﻌﻮن ﻓﯿﻪ اﻟﻲ اﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﺖ وﻫﻢ ﻻ ) ( ﯾﻈﻠﻤﻮن

وﺑﺪأ اﻟﻮﺟﻊ ﯾﻈﻬﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل

ﻓﻘﺎل: أرﯾﺪ أن أزور ﺷﻬﺪاء أﺣﺪ ﻓﺬﻫﺐ اﻟﻰ ﺷﻬﺪاء أﺣﺪ ووﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮر اﻟﺸﻬﺪاء

وﻗﺎل : ) اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ﯾﺎ ﺷﻬﺪاء أﺣﺪ ، أﻧﺘﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن وإﻧﺎ إن ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ( ﻻﺣﻘﻮن ، وإﻧﻲ إن ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻖ

( وأﺛﻨﺎء رﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﺰﯾﺎرة ﺑﻜﻰ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ و ﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻣﺎ ﯾﺒﻜﯿﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ؟

( ﻗﺎل : ) اﺷﺘﻘﺖ إﻟﻰ إﺧﻮاﻧﻲ

ﻗﺎﻟﻮا : أو ﻟﺴﻨﺎ إﺧﻮاﻧﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ؟

ﻗﺎل : ) ﻻ أﻧﺘﻢ أﺻﺤﺎﺑﻲ ، أﻣﺎ إﺧﻮاﻧﻲ ﻓﻘﻮم ﯾﺄﺗﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺪي ﯾﺆﻣﻨﻮن ﺑﻲ ( وﻟﻢ ﯾﺮوﻧﻲ

اﻟﻠﻬﻢ إﻧﺎ ﻧﺴﺎﻟﻚ أن ﻧﻜﻮن ﻣﻨﻬﻢ

وﻋﺎد اﻟﺮﺳﻮل وﻗﺒﻞ اﻟﻮﻓﺎة ﺑـ 3 أﯾﺎم ﺑﺪأ اﻟﻮﺟﻊ ﯾﺸﺘﺪ ﻋﻠﯿﻪ وﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﯿﺖ ( اﻟﺴﯿﺪة ﻣﯿﻤﻮﻧﺔ ﻓﻘﺎل: ) اﺟﻤﻌﻮا زوﺟﺎﺗﻲ

ﻓﺠﻤﻌﺖ اﻟﺰوﺟﺎت

( ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ : ) أﺗﺄذﻧﻮن ﻟﻲ أن أﻣﺮض ﻓﻲ ﺑﯿﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ؟

ﻓﻘﻠﻦ : ﻧﺄذن ﻟﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ

ﻓﺄراد أن ﯾﻘﻮم ﻓﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎع ﻓﺠﺎء ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ واﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺎس ﻓﺤﻤﻼ اﻟﻨﺒﻲ وﺧﺮﺟﻮا ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺠﺮة اﻟﺴﯿﺪة ﻣﯿﻤﻮﻧﺔ اﻟﻰ ﺣﺠﺮة اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﺮآﻩ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺎل ﻷول ﻣﺮة

:ﻓﯿﺒﺪأ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺆال ﺑﻬﻠﻊ

ﻣﺎذا ﺣﻞ ﺑﺮﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﻣﺎذا ﺣﻞ ﺑﺮﺳﻮل اﻟﻠﻪ

ﻓﺘﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ واﻣﺘﻸ وﺗﺰاﺣﻢ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﯿﻪ ﻓﺒﺪأ اﻟﻌﺮق ﯾﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻐﺰارة

ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﻟﻢ أر ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ أﺣﺪاً ﯾﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎً ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻓﺘﻘﻮل: ﻛﻨﺖ آﺧﺬ ﺑﯿﺪ اﻟﻨﺒﻲ وأﻣﺴﺢ ﺑﻬﺎ وﺟﻬﻪ، ﻷن ﯾﺪ اﻟﻨﺒﻲ أﻛﺮم وأﻃﯿﺐ . ﻣﻦ ﯾﺪي

( وﺗﻘﻮل : ﻓﺄﺳﻤﻌﻪ ﯾﻘﻮل : ) ﻻ اﻟﻪ إﻻ اﻟﻠﻪ، إن ﻟﻠﻤﻮت ﻟﺴﻜﺮات

ًﻓﺘﻘﻮل اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﻓﻜﺜﺮ اﻟﻠﻐﻂ ) أي اﻟﺤﺪﯾﺚ ( ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ إﺷﻔﺎﻗﺎ ( ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ : ) ﻣﺎﻫﺬا ؟

ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﯾﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ، ﯾﺨﺎﻓﻮن ﻋﻠﯿﻚ

( ﻓﻘﺎل: ) إﺣﻤﻠﻮﻧﻲ إﻟﯿﻬﻢ

ﻓﺄراد أن ﯾﻘﻮم ﻓﻤﺎ إﺳﺘﻄﺎع ﻓﺼﺒﻮا ﻋﻠﯿﻪ 7 ﻗﺮب ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﺣﺘﻲ ﯾﻔﯿﻖ ﻓﺤﻤﻞ اﻟﻨﺒﻲ وﺻﻌﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ

ﻓﻜﺎﻧﺖ آﺧﺮ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﻟﻠﻪ وآﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎت ﻟﻪ

( ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ : ) أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس ، ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﺨﺎﻓﻮن ﻋﻠﻲ

ﻓﻘﺎﻟﻮا : ﻧﻌﻢ ﯾﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ

ﻓﻘﺎل : ) أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻟﯿﺲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ، ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ ﻣﻌﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻮض واﻟﻠﻪ ﻟﻜﺄﻧﻲ أﻧﻈﺮ اﻟﯿﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬا ، أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس ، واﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﻟﻔﻘﺮ أﺧﺸﻰ ﻋﻠﯿﻜﻢ ، وﻟﻜﻨﻲ أﺧﺸﻰ ﻋﻠﯿﻜﻢ اﻟﺪﻧﯿﺎ أن ﺗﻨﺎﻓﺴﻮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ( اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ، ﻓﺘﻬﻠﻜﻜﻢ ﻛﻤﺎ أﻫﻠﻜﺘﻬﻢ

( ﺛﻢ ﻗﺎل : ) أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس ، اﻟﻠﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ، اﻟﻠﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة

ﺑﻤﻌﻨﻲ أﺳﺘﺤﻠﻔﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﯿﻢ أن ﺗﺤﺎﻓﻈﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻼة، وﻇﻞ ﯾﺮددﻫﺎ ﺛﻢ ﻗﺎل : ) أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس ، اﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء ، اﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺎء ، اوﺻﯿﻜﻢ ( ًﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ﺧﯿﺮا

ﺛﻢ ﻗﺎل : ) أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس إن ﻋﺒﺪاً ﺧﯿﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﺑﯿﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﺧﺘﺎر (ﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ

ﻓﻠﻢ ﯾﻔﻬﻢ أﺣﺪ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ ، وﻛﺎن ﯾﻘﺼﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺳﯿﺪﻧﺎ ، أﺑﻮﺑﻜﺮ ﻫﻮ اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬي ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ ، ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء وﻋﻼ ﻧﺤﯿﺒﻪ ووﻗﻒ وﻗﺎﻃﻊ اﻟﻨﺒﻲ ، وﻗﺎل : ﻓﺪﯾﻨﺎك ﺑﺂﺑﺎﺋﻨﺎ ، ﻓﺪﯾﻨﺎك ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ، ﻓﺪﯾﻨﺎك ﺑﺄوﻻدﻧﺎ ، ﻓﺪﯾﻨﺎك ﺑﺄزواﺟﻨﺎ ﻓﺪﯾﻨﺎك ﺑﺄﻣﻮاﻟﻨﺎ

وﻇﻞ ﯾﺮددﻫﺎ ﻓﻨﻈﺮ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ، ﻛﯿﻒ ﯾﻘﺎﻃﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻨﺒﻲ ﯾﺪاﻓﻊ ﻋﻦ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ

ﻗﺎﺋﻼً : ) أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس ، دﻋﻮا أﺑﻮﺑﻜﺮ ، ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ إﻻ ﻛﺎﻓﺄﻧﺎﻩ ﺑﻪ ، إﻻ أﺑﻮﺑﻜﺮ ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ، ﻓﺘﺮﻛﺖ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ( ًوﺟﻞ ، ﻛﻞ اﻷﺑﻮاب إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺗﺴﺪ إﻻ ﺑﺎب أﺑﻮﺑﻜﺮ ﻻ ﯾﺴﺪ أﺑﺪا

وأﺧﯿﺮاً ﻗﺒﻞ ﻧﺰوﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﺑﺪأ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻪ ﻛﺂﺧﺮ ، دﻋﻮات ﻟﻬﻢ ﻓﻘﺎل : ) أواﻛﻢ اﻟﻠﻪ ، ﺣﻔﻈﻜﻢ اﻟﻠﻪ ، ﻧﺼﺮﻛﻢ اﻟﻠﻪ ، ﺛﺒﺘﻜﻢ اﻟﻠﻪ ( أﯾﺪﻛﻢ اﻟﻠﻪ

وﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﻧﺰوﻟﻪ

ﻗﺎل : ) أﯾﻬﺎ اﻟﻨﺎس ، أﻗﺮأوا ﻣﻨﻲ اﻟﺴﻼم ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻨﻲ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ إﻟﻰ ﯾﻮم ( اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ

وﺣﻤﻞ ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ ﺑﯿﺘﻪ وﺑﯿﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻫﻨﺎك دﺧﻞ ﻋﻠﯿﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻓﻲ ﯾﺪﻩ ﺳﻮاك ، ﻓﻈﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﯾﻨﻈﺮ اﻟﻰ اﻟﺴﻮاك وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن . ﯾﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻣﺮﺿﻪ ﻓﻔﻬﻤﺖ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﻦ ﻧﻈﺮة اﻟﻨﺒﻲ ، ﻓﺄﺧﺬت اﻟﺴﻮاك ﻣﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ووﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻓﻢ اﻟﻨﺒﻲ ، ﻓﻠﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ أن ﯾﺴﺘﺎك ﺑﻪ ، ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ وﺟﻌﻠﺖ ﺗﻠﯿﻨﻪ ﺑﻔﻤﻬﺎ وردﺗﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﻃﺮﯾﺎً ﻋﻠﯿﻪ

ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻛﺎن آﺧﺮ ﺷﻲء دﺧﻞ ﺟﻮف اﻟﻨﺒﻲ ﻫﻮ رﯾﻘﻲ ، ﻓﻜﺎن ﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ . ﻋﻠﻲ أن ﺟﻤﻊ ﺑﯿﻦ رﯾﻘﻲ ورﯾﻖ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻤﻮت

ﺗﻘﻮل اﻟﺴﯿﺪﻩ ﻋﺎﺋﺸﺔ : ﺛﻢ دﺧﻠﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﻨﺒﻲ ، ﻓﻠﻤﺎ دﺧﻠﺖ ﺑﻜﺖ ، ﻷن اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ اﻟﻘﯿﺎم ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﯿﻦ ﻋﯿﻨﯿﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎءت إﻟﯿﻪ ﻓﻘﺎل ( اﻟﻨﺒﻲ : ) أدﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﯾﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ

: ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ أذﻧﻬﺎ ، ﻓﺒﻜﺖ أﻛﺜﺮ . ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻜﺖ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ( أدﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﯾﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ )

..... ﻓﺤﺪﺛﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ اذﻧﻬﺎ ، ﻓﻀﺤﻜﺖ

: ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ﺳﺌﻠﺖ ﻣﺎذا ﻗﺎل ﻟﻚ اﻟﻨﺒﻲ

ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻗﺎل ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻩ اﻷوﻟﻰ : ) ﯾﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ، إﻧﻲ ﻣﯿﺖ اﻟﻠﯿﻠﺔ ( ﻓﺒﻜﯿﺖ ﻓﻠﻤﺎ وﺟﺪﻧﻲ أﺑﻜﻲ ﻗﺎل : ) ﯾﺎ ﻓﺎﻃﻤﻪ ، أﻧﺘﻲ أول أﻫﻠﻲ ﻟﺤﺎﻗﺎً ﺑﻲ ( ﻓﻀﺤﻜﺖ

: ﺗﻘﻮل اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﻪ: ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ : )أﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ ﻋﻨﺪي ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ( وﻗﺎل ( ادﻧﻮ ﻣﻨﻲ ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﻪ )

: ﻓﻨﺎم اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺪر زوﺟﺘﻪ، وﯾﺮﻓﻊ ﯾﺪﻩ ﻟﻠﺴﻤﺎء وﯾﻘﻮل ( ﺑﻞ اﻟﺮﻓﯿﻖ اﻷﻋﻠﻰ ، ﺑﻞ اﻟﺮﻓﯿﻖ اﻷﻋﻠﻰ )

..ﺗﻘﻮل اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﻓﻌﺮﻓﺖ أﻧﻪ ﯾﺨﯿﺮ

، ودﺧﻞ ﺳﯿﺪﻧﺎ ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ وﻗﺎل : ﯾﺎرﺳﻮل اﻟﻠﻪ ، ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻮت ﺑﺎﻟﺒﺎب ﯾﺴﺘﺄذن أن ﯾﺪﺧﻞ ﻋﻠﯿﻚ ، وﻣﺎ اﺳﺘﺄذن ﻋﻠﻲ أﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ

( ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ : ) اﺋﺬن ﻟﻪ ﯾﺎ ﺟﺒﺮﯾﻞ

ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ وﻗﺎل : اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ ﯾﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ، أرﺳﻠﻨﻲ اﻟﻠﻪ أﺧﯿﺮك ، ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﺑﯿﻦ أن ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ

( ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ: ) ﺑﻞ اﻟﺮﻓﯿﻖ اﻷﻋﻠﻰ ، ﺑﻞ اﻟﺮﻓﯿﻖ اﻷﻋﻠﻰ

ووﻗﻒ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻮت ﻋﻨﺪ رأس اﻟﻨﺒﻲ وﻗﺎل : أﯾﺘﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻄﯿﺒﻪ روح ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ أﺧﺮﺟﻲ إﻟﻰ رﺿﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ و رﺿﻮان ورب راض ﻏﯿﺮ ﻏﻀﺒﺎن

ﺗﻘﻮل اﻟﺴﯿﺪة ﻋﺎﺋﺸﻪ : ﻓﺴﻘﻄﺖ ﯾﺪ اﻟﻨﺒﻲ وﺛﻘﻠﺖ رأﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪري ﻓﻌﺮﻓﺖ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎت ﻓﻠﻢ أدر ﻣﺎ أﻓﻌﻞ ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﻲ ﻏﯿﺮ أن ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺗﻲ وﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﯾﻄﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ وأﻗﻮل ﻣﺎت رﺳﻮل اﻟﻠﻪ، ﻣﺎت رﺳﻮل اﻟﻠﻪ

ﺗﻘﻮل : ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﻓﻬﺬا ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ أﻗﻌﺪ وﻫﺬا ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن ﻛﺎﻟﺼﺒﻲ ﯾﺆﺧﺬ ﺑﯿﺪﻩ ﯾﻤﻨﻰ وﯾﺴﺮى وﻫﺬا ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﯾﺮﻓﻊ ﺳﯿﻔﻪ وﯾﻘﻮل ﻣﻦ ﻗﺎل أﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎت ﻗﻄﻌﺖ رأﺳﻪ إﻧﻪ ذﻫﺐ ﻟﻠﻘﺎء رﺑﻪ ﻛﻤﺎ ذﻫﺐ ﻣﻮﺳﻲ ﻟﻠﻘﺎء رﺑﻪ وﺳﯿﻌﻮد وﯾﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺎل أﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎت

أﻣﺎ أﺛﺒﺖ اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺎن أﺑﻮﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ دﺧﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺒﻲ : واﺣﺘﻀﻨﻪ وﻗﺎل وآآآ ﺧﻠﯿﻼﻩ ، وآآآ ﺻﻔﯿﺎﻩ ، وآآآ ﺣﺒﯿﺒﺎﻩ ، وآآآ ﻧﺒﯿﺎﻩ وﻗﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ

. وﻗﺎل: ﻃﺒﺖ ﺣﯿﺎً وﻃﺒﺖ ﻣﯿﺘﺎً ﯾﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ

ﺛﻢ ﺧﺮج ﯾﻘﻮل : ﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﻌﺒﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺈن ﻣﺤﻤﺪاً ﻗﺪ ﻣﺎت ، وﻣﻦ ﻛﺎن ﯾﻌﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﺈن اﻟﻠﻪ ﺣﻲ ﻻ ﯾﻤﻮت ، وﯾﺴﻘﻂ اﻟﺴﯿﻒ ﻣﻦ ﯾﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب

ﯾﻘﻮل : ﻓﻌﺮﻓﺖ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎت وﯾﻘﻮل : ﻓﺨﺮﺟﺖ أﺟﺮي أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن أﺟﻠﺲ ﻓﯿﻪ وﺣﺪي ﻷﺑﻜﻲ وﺣﺪي

ودﻓﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ

واﻟﺴﯿﺪﻩ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺗﻘﻮل : أﻃﺎﺑﺖ أﻧﻔﺴﻜﻢ أن ﺗﺤﺜﻮا اﻟﺘﺮاب ﻋﻠﻲ وﺟﻪ اﻟﻨﺒﻲ ووﻗﻔﺖ ﺗﻨﻌﻲ اﻟﻨﺒﻲ ، وﺗﻘﻮل : ﯾﺎ أﺑﺘﺎﻩ ، أﺟﺎب رﺑﺎ دﻋﺎﻩ ، ﯾﺎ أﺑﺘﺎﻩ ، ﺟﻨﺔ اﻟﻔﺮدوس ﻣﺄواﻩ ، ﯾﺎ أﺑﺘﺎﻩ . اﻟﻰ ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻧﻨﻌﺎﻩ